تقييم بيب غوارديولا: بين الإنجازات والتحديات
من غير المنطقي أن نقيم مدربًا مثل بيب غوارديولا بناءً على موسم واحد فقط، بينما نغفل مسيرته المليئة بالنجاحات مع العديد من الأندية. ومع ذلك، فإن تجاهل ما يحدث حاليًا لفريق مانشستر سيتي، ولغوارديولا بشكل خاص، يعد أمرًا غير منطقي أيضًا مهما كانت الأسباب. فمن غير المقبول لنادٍ بحجم السيتي، بما يضمه من نجوم وتاريخ، أن يتعرض لتسع خسائر في آخر 12 مباراة، مع تعادلين وفوز واحد فقط كان أمام نوتينغهام فورست.
الأسباب المحتملة للأداء المتعثر
1. تشبع اللاعبين: أسطورة أم واقع؟
يعتقد البعض أن تراجع أداء الفريق يعود إلى تشبع اللاعبين بالبطولات، لكن هذا الاعتقاد غير صحيح. فقد حقق السيتي قبل عامين كل ما يمكن تحقيقه، وفي الموسم الماضي أحرز لقب الدوري الإنجليزي بسهولة. لو لا الحظ، لكان بإمكانهم الوصول إلى نهائي دوري الأبطال للموسم الثاني على التوالي. لذا، فإن تحميل اللاعبين مسؤولية هذا التراجع بسبب نظرية التشبع الكروي هو ببساطة "هراء".
2. ضعف دكة البدلاء وفقدان رودري
يعتبر البعض أن غياب رودري وضعف دكة البدلاء هما السبب في تراجع الأداء، لكن هذا العذر يبدو أقل مقبولًا. فمعظم الفرق التي تفوقت على السيتي ليست ذات مستوى فني أو عناصر متفوقة. الفريق الاحتياطي للسيتي يتفوق بكثير على تلك الفرق، والمشكلة ليست في مواجهة كبار الفرق، بل في الأداء أمام الفرق المتأخرة في ترتيب الدوري.
3. عدم القدرة على التواصل
يبدو أن غوارديولا أصبح غير قادر على إيصال رسائله للاعبين. المدرب الإسباني، الذي يُعتبر أسطورة في عالم التدريب، يواجه صعوبة في السيطرة على اللاعبين وتنفيذ أفكاره. هذا الأمر قد يكون من أسباب تراجع الأداء، إذ أن غوارديولا لم يعد قادرًا على استعادة الشغف والتحفيز لدى اللاعبين.
4. الاستسلام الذهني
يبدو أن اللاعبين يعانون من استسلام ذهني، حيث يفتقرون لأي قوة للضغط أو المنافسة. في هذا الموسم، يظهر لاعبو السيتي بمظهر المستسلمين أمام الخصوم. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ما سبب هذا الاستسلام؟ يبدو أن التبلد الذي نشهده غير طبيعي، وقد يكون مرتبطًا بالشائعات حول العقوبات المستقبلية التي قد يتعرض لها النادي. ربما وصلت إلى اللاعبين معلومات شبه مؤكدة حول عقوبات قاسية، مما دفعهم للتفكير في الانتقال إلى أندية أخرى لتأمين مستقبلهم.
غوارديولا: التحديات في أسلوب اللعب
غوارديولا يعتمد على أسلوب لعب يتطلب وجود أفضل اللاعبين في أفضل مستوياتهم. لم يسبق له أن واجه تحديات قيادة فريق في حالة هبوط مستوى، حيث اعتاد دائمًا على العمل مع الأندية التي توفر له كل الإمكانيات. عدم معرفته بكيفية إعادة بناء فريق من الصفر يجعل الأمور أكثر تعقيدًا.
في الختام، فإن التحديات التي يواجهها بيب غوارديولا مع مانشستر سيتي تتطلب تحليلًا أعمق، وليس مجرد تقييم بناءً على موسم واحد. إن الأداء المتعثر للفريق يشير إلى وجود مشكلات متعددة، تتراوح بين النفسية والتكتيكية. ما زال يتعين على غوارديولا وفريقه العمل بجد لتجاوز هذه المرحلة الصعبة واستعادة مستوياتهم المعهودة.
تعليقات
إرسال تعليق