الحقيقة المؤلمة: الوضع الحالي في برشلونة
من الصعب دائمًا قول الحقيقة، والأصعب هو كيفية إيصالها للآخرين دون جرح مشاعرهم. ما يحدث في برشلونة من انتكاسات هو أمر مؤسف ولكنه طبيعي للغاية. هذه الأزمة ليست وليدة اللحظة، بل هي نتاج عمل ممنهج، سواء كان ذلك بقصد أو بدون قصد. هذه ليست مبالغة، بل حقيقة يجب علينا فهمها وتجسيدها بموضوعية.
جذور المشكلة
أولاً وقبل كل شيء، من يعتقد أن مشكلة برشلونة الحالية هي مجرد مسألة فنية أو بدنية أو تحكيمية فهو مخطئ تمامًا. كما أن الاعتقاد بأن الرئيس لابورتا ليس له دور رئيسي فيما يحدث هو أيضًا اعتقاد خاطئ. الواقع أن ما حدث وما سيحدث هو نتيجة مباشرة لأفعال الرئيس الحالي.
الشعبوية والتأثيرات السلبية
بعيدًا عن الشعبوية التي يتبناها لابورتا، والشعارات التي يرفعها، فإنه يلجأ إلى أساليب هروب مثل توجيه الانتقادات لريال مدريد أو الحديث عن مؤامرات. في هذه الأوقات، ينسى الجمهور الكوارث التي ارتكبها الرئيس ويبدأ في مدحه.
بداية الكارثة
بدأت القصة في عام 2021 عندما ترشح لابورتا للانتخابات، حيث قدم نفسه بشكل درامي أمام ملعب ريال مدريد لإثارة حماس الجمهور. كان شعار حملته هو "عندما كنت رئيسًا، لم يحقق ريال مدريد أي بطولة". من المثير للاهتمام أن يبدأ رئيس نادي حملته بشعار معادي بدلًا من التركيز على معالجة مشاكل الفريق المالية.
التحديات المالية
عند توليه الرئاسة، وجد لابورتا النادي مثقلًا بالديون وضعف الإيرادات. كان النادي غير قادر على إجراء صفقات أو حتى بيع بعض اللاعبين.
خطة الإنقاذ
قدم السيد خاومي جيرو، أحد مستشاري لابورتا، خطة لمعالجة المشاكل المالية. تضمنت الخطة:
1. **بيع اللاعبين ذوي الرواتب العالية**: أي "الأبقار المقدسة" التي تستنزف ميزانية النادي.
2. **عدم شراء لاعبين جدد**: الاعتماد على اللاعبين الحاليين والشباب.
3. **عدم بيع الأصول**: إلا في حالات الطوارئ، وليس للصفقات المبالغ فيها.
تلك الخطة كانت تهدف إلى إعادة النادي إلى نقطة الصفر من أجل الانطلاق مجددًا بدون ديون. لكن لابورتا رفض الخطة وفضل الخيار الأكثر مخاطرة ببيع الأصول لجمع الأموال.
النتائج السلبية
ما هي النتائج التي ترتبت على قرارات لابورتا؟
1. استقالة خاومي جيرو، الرجل الاقتصادي الرئيسي في إدارته.
2. تضاعف ديون الفريق.
3. بيع أصول النادي بطرق غير سليمة.
4. عدم تحقيق البطولات المرجوة.
5. العودة إلى الاعتماد على الشباب، وهي نفس الفكرة التي طرحت سابقًا.
6. الوصول إلى نقطة الصفر ولكن مع كوارث أكبر، حيث لا توجد أموال أو لاعبين يستحقون اللعب.
7. عدم وجود خطط تنموية ناجحة على المدى الطويل.
واقع مؤلم
المؤسف أن الكثير من مشجعي برشلونة يطالبون الإدارة بالتعاقد مع لاعبين جدد. يجب أن يدرك هؤلاء المشجعون أن لابورتا لا يستطيع حتى تسجيل داني أولمو في الوقت الحالي. لقد استنفذ كل يورو في خزينة النادي الحالية والمستقبلية، ولم يعد لديه أي مصادر لتمويل صفقات جديدة.
لابورتا هو من بدأ المشكلة وهو من أنهى كل شيء. تحميل الفشل للطاقم الفني أو التحكيمي أو حتى مؤامرات خارجية هو نوع من الهروب من الواقع. الحقيقة المؤلمة هي أن الرئيس دمر النادي ماليًا، مما سيؤثر على مستقبله بشكل كبير.
تعليقات
إرسال تعليق